ملخص : "الفراغ فى النحت الحديث
هنرى مور نموذجاً"
* أستاذ دكتور/ على عبد الرحمن الصهبى
يهدف البحث
الى التعرف على مفهوم الفراغ فى النحت الحديث؛ حيث تميزت الأعمال النحتية لكبار النحاتين في
القرن العشرين بوجود استراتيجية خاصة لكل منهم في التعامل مع عنصر الفراغ، والتعرف
على الفراغ في نحت "هنري مور" الذى تطور تطورًا كبيرًا، بحيث يمكننا أن
نعتبره من أعظم المثالين الذين أدركوا أهمية الفراغ من الناحية التشكيلية في
الكتلة النحتية حتى بات استعماله للفراغ في نحته مؤكدا للمعنى العضوي، والطبيعي،
والإنساني، وقد
مرت أهم استراتيجيات "هنري مور" لتوظيف الفراغ في تشكيلاته المجسمة،
بمراحل تطورية متتابعة، ولكي يمكننا أن نتفهمها في تشكيلاته النحتية المجسمة فلا
بد، أولا، أن ندرك أن هذه الاستراتيجيات تتركز في التعبير عن رؤيته الخاصة للعمل
النحتي ككل، وهي الرؤية التي يمكن إيجازها في مناداة أعماله النحتية بأن الجسم
كائن حي لانهائي في تعقيده، وأنه قادر على توليد عدد لانهائي من الترجمات
والتفسيرات، وفيما يلي أهم استراتيجيات "هنري مور" لتوظيف الفراغ في
تشكيلاته المجسمة، مثل الفراغ الناشئ عن تطوير الشكل المفتوح خارجيًّا، والفراغ
الناشئ عن إظهار التناقض بين البروز والفتحة، حيث تطورت الفتحة المفرغة بعد ذلك
إلى "ثقب"، و أصبحت
"الفتحة" نقيضًا للبروز أو "النتوء"، و كذلك الفراغ الناشئ عن
الأشكال المنفصلة، ويقصد به الفراغ الذي ينظم الحركة الأولى للربط، والتجميع في
الأشكال النحتية، ويتوقف على درجة ارتباطها ببعضها البعض مقدار قوة الشد الفراغي
الموجود بينه، والفراغ الناشئ عن تقوية العمل النحتي، وربط جوانبه ببعضها البعض، و
كذلك الفراغ الناشئ عن تقليل مساحة الفراغ بين أجزاء الشكل، والفراغ الداخلي والخارجي،
والفراغ الخارجي، الذى يقصد به ذلك الفراغ الذي يحيط بكتل الأشكال النحتية
وسطوحها، ويرتبط بالبيئة المحيطة بالشكل النحتي، وأخيراً.. الفراغ الداخلي، و يقصد
به ذلك الفراغ الذي يفصل بين الكتل النحتية وسطوحها، ويحيط بها من الداخل.
*- استاذ النحت – كلية التربية النوعية –
جامعة عين شمس.
مجلة الفكر الثقافية - الرياض - المملكة العربية السعودية - العدد 29 - 2020/6/1م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق