الثلاثاء، 7 فبراير 2012

عن معرض: تراكيب نحتية ملونة من وجه فتاة


بيانات المعرض:

الاسم: تراكيب نحتية ملونة من وجه فتاة. (معرض خاص).
المكان: القاعة المستديرة – نقابة الفنانين التشكيليين – الجزيرة.
الزمان: في الفترة من 14/1/2004 حتى 25/1/2004 .                                      

كلمة الفنان


يجد المتأمل للتراكيب النحتية الملونة أن التعبير الأساسي في التراكيب هو تحول من رؤية "شكل البورتريه" إلى إبداع العمل النحتي "البورتريه"، والتي تجسدت في التخلي كلية عن المفاهيم التقليدية للبورتريه، وانحصرت في إبداع نماذج جديدة مستمدة من الطبيعة، ليست بهدف نقلها أو تقليدها، إنما تتخطى هذا بتجنبها للمدى التشكيلي التقليدي واستخدام وسائل تشكيلية جديدة، مثل الخطوط، والزوايا، وتراكم السطوح، والفراغ، واللون التي بفضلها تمكن الفنان من جعل العلاقة بين الأشكال قابلة للإدراك دون الاستعانة بأية ظاهرة تشكيلية تقليدية، من أجل تحقيق الأهداف الفنية، عن طريق جعل الشكل الطبيعي "وجه فتاة" شيئًا فنيًّا.

       وقد رافق ذلك، تحول في معالجة الأشكال النحتية الملونة، وإعادة بنائها وتركيبها مرة أخرى. الأمر الذي أدى إلى وجود تحول في طريقة المعالجة والتعامل مع هذه الأشكال الفنية، وبالتالي لم يقم الفنان بتحريف الشكل التمثيلي، بل أعاد تشكيله بعيدًا عن القواعد التقليدية الأكاديمية الموروثة، ومضى بخطوات واسعة لتصبح لغة النحت إشارة جديدة غير موروثة من العصور السابقة.

       فالفنان يقوم بجمع أجزاء الوجه وعناصر عمله النحتي بواسطة وسائل متعددة من خامة واحدة، وهي البوليستر. ويخضع ذلك تبعًا لرؤيته الذاتية من خلال التعبير المباشر في الشكل النحتي، إلى حد تحطيم الشكل النحتي من أجل المبالغة في الأشكال النحتية ليصبح التشكيل النحتي متمثلا في ابتكار تراكيب جديدة من خامة واحدة متوفرة في الطبيعة، وتنفيذ هذه الأعمال النحتية بواسطة الجمع والوصل واللحام واللصق، ولقد حاولت جمع أجزاء عملي النحتي وعناصره بواسطة وسائل متعددة من خامات مختلفة أو من خامة واحدة.

       وقد تم تحليل الشكل، ثم إعادة تركيبه وبنائه، مرة أخرى، وبالتالي لم تعد للأشكال الظاهرية أي أهمية تذكر.. وإنما أصبحت هذه التراكيب النحتية الملونة تجمع في وقت واحد بين الظاهر والباطن، حتى صار بوسع المشاهد رؤية العمل النحتي من زوايا جديدة ومختلفة في وقت واحد، وهي تعبر عن إحساسي الداخلي في مضمون تشكيلي جديد مختلف عن العصور السابقة، الأمر الذي تولد عنه إدراكي لأهمية تقديم التخيل الحجمي في الوجه المجسم لزيادة القوة التعبيرية للشكل النحتي.

       ومن المعلوم أن الضوء في أغلب الأعمال النحتية يكون ساقطًا على الأشكال النحتية وسطوحها من الخارج لإبراز الإحساس بالظل والضوء على العمل النحتي في حين نجد أن الضوء في هذه التراكيب النحتية المتضمنة لهذا المعرض يكون ناتجًا من داخل العمل النحتي  إلى خارجه، لإضفاء "نورانية" على الشكل النحتي من الداخل والخارج نتيجة للتلوين، بالإضافة إلى سقوط الضوء الطبيعي على الشكل النحتي من الخارج، الأمر الذي أدى إلى الإحساس بالغرابة والغموض، ويرجع استخدام اللون في بعض التراكيب النحتية الملونة لتوحيد أجزاء العمل النحتي وعناصره أو لتدعيم الإحساس بالغرابة والغموض في التشكيل النحتي، أو من أجل مطابقة الأصل الطبيعي، أو كامتداد للقوة التعبيرية في الشكل النحتي، وأخيرًا.. هذه هي البداية.. وليست النهاية.. فهي محاولة لإنتاج تراكيب نحتية ملونة من وجه فتاة تجسد رؤيتي الفنية حول البورتريه، وتلتقي مع المتلقي الواعي.


عن المعرض

فكر جديد في ثوب نحتي قشيب يضم إحساسًا متفردًا بالشكل والكتلة واللون من خلال شكل الوجه الإنساني الذي يتشكل ويعاد تركيبه وصياغته ليفاجئ الرائي بحس جديد غير مألوف وهذا هو سر جماله وإبداعه.

                      مجدي فريد عدوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق