الخميس، 9 فبراير 2012

ملخص بحث: جدليات اللون في التشكيل المجسم - طيور مصرية ملونة


[ جدليات اللون في التشكيل المجسم -
"طيور مصرية ملونة" ] 

يتناول هذا البحث التجريبي إنتاج أعمال نحتية ملونة، تتضمن ثلاثة محاور مختلفة، بادئًا بالمحور الأول، وهو استخدام اللون كأحد العناصر التشكيلية المؤثرة في الشكل النحتي الملون، ويلي ذلك المحور الثاني وهو توظيف اللون بما يخدم الجوانب التركيبية والتعبيرية للشكل النحتي الملون، ثم المحور الثالث والأخير فيقوم بتآلف اللون مع  المعالجات التشكيلية للشكل النحتي التمثيلي الملون.

     تعكس جديات اللون في التشكيل المجسم إمكانيات تعزيز اللون لكثافة التعبير النحتي، بطرحها العديد من الحلول التشكيلية عبر حواريات اللون الداخلية والخارجية مع الكتلة، والفراغ، والملمس، والحركة، وغيرها من عناصر التشكيل الأخرى، وهو ما يقفز باللون عبر جدلياته الإبداعية مع الشكل النحتي ليصبح في النهاية أحد العناصر التشكيلية المؤثرة. بالإضافة إلى دوره الفعال في تكثيف الإمكانات التعبيرية والتركيبية لتلك العناصر، بما يوحدها معه ويخرجها من حيادها العدمي ليثريها، وذلك لمصلحة العمل النحتي المكثف التأثير في ذاته بمجرد أن يسكنه اللون.

وقد اشتملت أعمالي النحتية الملونة التي اخترت لها عنوان "طيور مصرية ملونة" على إحدى محاولاتي لاستنباط المعاني الإنسانية التي أطمع في التوصل إليها من خلال الرؤية الفنية لشكل الطائر، والتي تكون مألوفة بصريًّا بالنسبة للمشاهد، ولكنها هنا تحمل معاني إنسانية متعددة، أترك لذاتية رؤية المشاهد فرصة إثرائها حين تجتاحه فتحللها مراياه الداخلية بقدر درجة صفائها الإنساني العامر بالألوان في شفافية تداخلاتها الجدلية. فاللون بقدرته على التحكم في الصفات الظاهرية للخامة يصبح هو الملمس بدلاً من سطح الخامة، مما يتيح صياغة تشكيلات نحتية ملونة، وبحرية تامة لا تقيدها الصفات الظاهرية المعروفة مسبقًا للخامة المستخدمة، وهو ما يمثل ظاهرة متفردة في تاريخ الفن كله لم يفتح ذراعيه لها سوى النحت المعاصر.

                     قاعة "محمد ناجي" بأتيليه القاهرة-
                                                                                                             في الفترة من 3/10/1993 حتى 15 /10/1993.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق